قادت الصدفة أطباء ألمان إلى اكتشاف نوع جديد من مادة الهيموغلوبين المسؤولة عن نقل الأكسجين في الدم.
فبعد الاشتباه في إصابة طفل بعيب خلقي في القلب، أثبتت التحاليل صحة الطفل ووجود نوع جديد غير معروف من الهيموغلوبين في دمه.
وكان الأطباء يشتبهون في إصابة الطفل بعيب خلقي في الدم غير أن التحليلات والفحوص التي أجروها له في المستشفى الجامعي بمدينة بون بألمانيا كشفت عن عدم وجود هذا العيب.
وكان الأطباء قد وجدوا لدى والد الطفل نقصا في تشبع الدم بالأكسجين غير أنهم تبينوا أيضا عدم إصابة الوالد بعيب في القلب.
دفع ذلك البروفيسور بيرند تسور من معهد الكيمياء الطبية والعقاقير التابع لمستشفى بون الجامعي إلى تحليل دم الأب وابنه وخاصة نسبة الهيموغلوبين فوجد أن الطفل وأباه لديهما نوع جديد غير معروف حتى الآن من مادة الهيموغلوبين.
النوع المكتشف هو نوع غير معروف سابقا من الهيموغلوبينمعروف أن الهيموغلوبين مسئول عن نقل الأكسجين في الجسم وأن لونه الأحمر يتغير تبعا لنسبة الأكسجين به.
ووجد الأطباء أن النوع الجديد من الهيموغلوبين يبدو شاحبا حتى ولو كان يحمل كمية كافية من الأكسجين مما يجعله يبدو كما لو كان الشخص يعاني من نقص في الأكسجين.
مما قد يعني إصابة الشخص المعني بعيب خلقي في القلب، حيث أن أحد الأسباب المحتملة لحدوث نقص الأكسجين في الدم هو امتزاج كريات الدم المحملة بالأكسجين بأخرى غير محملة في ثقب بجدار القلب.
وأشار البروفيسور تسور إلى أن النوع الجديد من الهيموغلوبين يمتص الأشعة فوق الحمراء أيضا في حالة عدم احتوائه على الأكسجين أكثر من الهيموغلوبين الطبيعي المشبع بالأكسجين. وأطلق الأطباء اسم "هيموغلوبين بون" على هذا النوع الجديد من الهيموغلوبين. ومن المنتظر أن يعلن الباحثون عن اكتشافهم في مجلة "كلينكال كيمستري" المتخصصة.